الخميس، ٢١ أبريل ٢٠١١

هنا .. في عمان ..

لا حل لهذا الواقع المستحدث
ولا يمكننا أن نتفوه بكلمة تمقتنا بعيدا عن الواقع المتمترس في غضون الوقت الجاحد الذي ينبؤنا بواقعنا . اليوم قد يدرك المواطن العماني ما هيّته وقد لا يدرك ولكن يجب الاعتراف أن النزوع إلى الاستقرار والابتعاد عن ممارسات قد يعدها البعض تجاوزا لما هو واقعي ومعقول .. الحياة تمكننا من تتبع كل التفاصيل الحية التي يرفضها البعض .. وهنا هذا الرفض غمد لسيف تجاوزته الأسلحة المتطورة من خلال فكر يهمز لنا أن الوقت قد حان لكي نبث ما يرتعش من مونولوج داخلي في سياق الذات العمانية ولكن هل يجبرنا هذا التسول السياسي وهذا الهذيان الكذاب وهذا التحدي وهذا المطب الذي ينبثق من احتوائية سياسية تتجمهر لأجلها مجموعة تيارات أو قل تيارين : تيار رافض للتيار الاسلامي وتيار رافض للتيار الليبرالي ، ...
دعونا نعج بفوضى الصراع الحاصل بين تيارين مهمين ..
هنا يحتم علينا أن نتجاوب مع النداهات من كلا التيارين اللذين يندمجان في المجتمع من خلال تبرمجهما مع معطيات تاريخية ، ولو نقارن الواقع بكل الإرهصات الانثربولوجية المستقدمة كل المعطيات الحالمة من كلا التيارين سوف نجد أن الانبثاق الكوني من أجل إنسان يحلم برغد المعيشة بعيدا عن كل التوجهات سواء دينية أو ليبرالية .. ولذلك المطالب الرئيس هو حتمية الولوج إلى كل التكون المرتضي  من أجل الحياة المادية المناهضة لكل هذه التيارات ولكل صراعاتها البعيدة عن المجتمع بلغة تبهج النفس ..
كل التساؤلات المتكررة تنبثق من مونولج الداخل المتواتر الذي يحمل منهجية المادة وزيادة الدخل المادي المطلوب ..


وهنا قلة من هم يركزون على التغيير الجذري الذي يحول المسار من كل هذه المتضادات وكل هذه المتعامدات والمتسارعة فيزيائيا من أجل النهوض بتجرد نحو الذات الفاعلة ..


الذات الفاعلة .. تتمرترس حول المنهجية الضالة الباغية للرشد ضمن منظومة التحدي الذي يرهق الحكومة في كل تجمهر بشتى أشكاله  ( اعتصام ، تظاهر ، عصيان مدني ،...) ينحو منحى الفاقد لكليته الانسانية ..


فمتى سوف تدرك الحكومة هذا التعاطي ؟ ومتى سوف تخدم هذا المواطن الفاقد لكليته الانسانية بناءا على ممارسات متجمهرة بشكل حكومي يضاد الذات الانسانية لمواطن ، أو بتعبير آخر المواطن الذي يجب عليه خدمة الحكومة رغم عن أنفه الممرغة بتراب وحل الغُبن المراق على أعتاب ناصيته ..
اليوم وهنا في عمان يجب الابتعاد عن كل التفيلق الفكري والتوطء مع كل ما هو مجهول الهوية بأسم الوطنية ..


الوطن فوق الجميع
واليوم تراكم لكل يوم قادم
والحكمة في التاريخ واليوم
من أجل غد مشرق

الخميس، ١٧ مارس ٢٠١١

إننا اليوم أمام تحدٍّ رسمه لنا الواقع ، وخرج من يتحاذق علينا أمام ظاهرة جديدة في عمان هي ظاهرة الاعتصامات والمظاهرات وكتب المدونون منهم من قال أنه آن الأوان لفك الاعتصامات ، ومنهم من كتب في المنتديات لمحاسبة وتعقب أولئك الأشخاص الذين تبنوا قضية الإصلاح ، ومنهم من طالب محاسبة كما أطلقوا عليهم ( الدستوريون ) أو ( أصحاب الدستور التعاقدي ) ، ولكن دعونا نتساءل وابتداءً من هذا اليوم الخميس الموافق 17 /3/ 2011ميلادي ، هل يمكن لنا أن نتفق على ما تم ..؟ وهل لنا أن ندرك آليات التنفيذ إذا بقى الشعب بعيدا عن القرارات وعدم مشاركته في اتخاذ القرار ..؟ وهل لنا أن نستوعب حجم الإخفاقات من خلال سحب المعتصمين المتكلمين بلسان حال الشعب ومحاولة تقييدهم ببعض الإشكالات المبهمة من خلال تعاطيهم مع مسألة الإصلاحات في زمن حرج ..؟ وهل لنا أن ندرك إمكانية التعاطي مع كيفية التنفيذ التي لم ندرك كنهها من قبل الحكومة الحالية ..؟ وهل لنا أن ندرك كيف يمكن التعامل مع من هم سخروا أنفسهم لخدمة قضية الإصلاح ..؟ وهل لنا أن ندرك من هم وقفوا مشاهدين من لهم تأثيرهم من هذه الأحداث ..؟ وهل لنا أن نستوعب إشكالية التغييرات وطبيعة المراسيم الصادرة حتى اللحظة بداية من بعد المسيرة الخضراء2 ..؟ ، وهل لنا من تعاطفوا مع مسألة الأمن والأمان الذي كان يتمتع به المواطن العماني في مقابل السكوت على الفساد المستشري وحالات الفقر التي كانت تتفاقم يوما بعد يوما ..؟ بمعنى هل يمكننا أن نتغاضى عن الفساد كضريبة مقابل الأمن والأمان ..؟ وهل استوعبنا ما تمرّ به السلطنة اليوم من تغييرات نحو اصلاحات جذرية ..؟ وهل نلوم المعتصمين في اعتصاماتهم لأن مطالب مهمة وجذرية لم تتحقق لأنها ( من وجهة نظرهم سوف تغير وجه عمان خلال المرحلة القادمة )..؟ وهل يمكننا أن نستوعب حجم التغييرات ، ثم نطالب المعتصمين بفك الاعتصام ..؟








الحالة النفسية التي بنيت على هذا التوجه مبني على المحيط من احداث ثم إشكالية المظاهرات التي خدمت من قبل الدول العربية ، ولكننا لو نركّز على حالة عُمان لن نقارنها بمجموعة الدول العربية التي نهضت ضد إسقاط أنظمتها .. ولكننا سوف نجد :


ان هنالك من يثمّن التغييرات التي قام بها السلطان قابوس ، وايضا هنالك من قال أن هنالك من الإصلاحات والتغييرات يجب أن يكتمل فيجب أن تستمر الاعتصامات حتى تتحقق كل المطالب ، وهنالك من يبجل السلطان بوعي من خلاله تأثره بالمحيط من الدول وبتأثير العاطفة ، وهنالك من يطبل لأجل الوصل بوعي أو بدون وعي .. وهنالك من تم استمالته من المناضلين حتى يتمتم ويخدم في إنهاء الاعتصامات ..؟


للأسف ما حدث في عبري غيّر الكثير من المعطيات ، ووضح أن هنالك ترجمة للشباب كي يتعاطوا مع المظاهرات بطريقة لا واعية .. ولكن هل يمكننا أن نلومهم في تماديهم وتخريبهم ..؟ هنا يجب ان نحلل المواقف ، حسب ما تم مسبقا ..






يجب الاعتراف أن السلطان قابوس استطاع بحكمته أن يمتص كثيرا من الغضب وأن يتعامل بصورة حكيمة لم يتعامل بها كثير من الحكام العرب في مثل هذه الظروف ، ولهذا فقد وجدنا أنه تعامل مع كل الاعتصامات بصورة حضارية ، وهبت من هم يقدرون ذلك أن يتعاملوا مع الواقع برؤية تثمن ذلك .. وفي المقابل لا يمكننا أن نلوم الشباب الطائش ، فإذا أراد الادعاء العام أن يبين لهم أن ذلك لا يخدم قضاياهم بطريقة التخريب وتعطيل المصالح العامة فإنه يجب ألا يتعاطى مع المسألة بطريقة صارمة بحكم أن الشعب لم يتعاطى مع مثل هذه الاعتصامات من قبل ولذلك وجب عليه تلافي السخط الذي سوف يجلبه لنفسه في مرحلة الاحتقان هذه ..






يجب أن ندرك عدة معطيات ..


في اليوم الذي أقيل فيه مالك بن سليمان المفتش العام قام مجموعة من معلمي السياقة في العاصمة مسقط بتوزيع الحلوى العمانية على المعتصمين في ساحة الشعب أمام مجلس الشورى ، كما أنه قام المساجين في السجن المركزي بالاحتفال بإقالة المفتش العام حتى خلق وضعا من الفوضى عند إدارة السجن المركزي ، فكيف يمكننا أن نفسّر ذلك ..؟ هل هنالك رضى على ذلك المفتش ..






اليوم عمان أمام تحدٍ كبير وقد انشق كثير منهم ولم ندرك سابقا كيف يمكنهم اليوم أن يمارسوا ذلك الانشقاق ، وبضغوط من الأمن ومن هم يجهلون عملية الإصلاح فقد خضع الكثير إلى مخدر الركون والهدوء في صومعة الاختباء الذي ينتظر ما ستسفر عنه أحداث الأيام المقبلة ، وهنالك من تخلى عن قيمة ومبادئه مقابل وهم خلقه لنفسه ..


عجيب أن انطق بهذا اليوم ، رغم أنني كنت من أوائل المؤسسين للتحالف العربي لمكافحة الفساد ورغم أنني من بين المدربين الإقليميين في مجال حقوق الإنسان ورغم أنني في التحالف العربي من أجل دارفور ورغم أنني عضو دولي في منظمة العفو الدولية ألا ينبغي عليّ أن اكون متواجد وبشكل قوي في مثل هذه الأحداث ..


إنني ورغم الكثير يجهل عني أنني أدرس الساحة والأوضاع قبل أن اطلق لنفسي العنان ورغم أن الكثيرين من العمانيين لا يعرفون من هو فهد ، لقد عشنا في المرحلة السابقة معاناة لم يلمسها إلا من عاشها ولم يدركها إلا من عايش الفساد وأدرك خطورته ..


دعونا نتوقع ما سيحدث أن نتصور التالي ..






يتم فك الاعتصامات في هذه المرحلة ..


هل نضمن محاسبة الفاسدين ..؟ وهل نضمن الصلاحيات التشريعية أن تخرج كما كنّا نتوقعها وهل نضمن في خضم الأوضاع الحالية تنفيذ وإدراك ما تعانيه عمان من مشاكل ..؟


كل هذا يحتاج منّا إلى تفكير جليّ ندرك من خلاله أننا لن نخضع هذه اللحظة الحاسمة لتكهنات من لا نعرف توجهاتهم وأن نشارك في عمليات الإصلاح بمقترحات تساند وتسهل كل ما يسعى له الشعب ..


عمان اليوم غير الأمس فلا يمكن للعاطفة أن تقف حائط سدّ يوقف تقدم الإصلاحات التي ينشدها الكثيرين ..






هل المثقفون خارج إطار المجتمع ، ألا نعتبرهم جزء من المجتمع ، فلماذا كل هذه الصيحات التي تطالب مجموع المثقفين الذين ينادون بالدستور التعاقدي بكسر مطالبهم ، لماذا لا نناقش الموضوع بكل تجلياته بعيدا عن العاطفة ولماذا لا نقرأ ما يحمله هذا الدستور التعاقدي ..؟ ولماذا لا نفهم آليات تنفيذه ..؟ ليس المطلوب أن نوافقه بل أن ندرك طبيعته هل يتناسب معنا كمجتمع مسلم في أعظميته وقبلي في عاداته وملتزم في قيمه ..


ليس من المواطن أن يقتنع به غصبا وأن يتبناه ولكن يجب عليه أن يفهم ما يقصده هذا الدستور التعاقدي .. ليس لمجرد أنت فلان من الناس كتب أو قال ان هذا الدستور مرفوض فيرفضه العامة ، لأنه إذا كان ذلك هو الحادث فإنه دليل على تبعية نرفضها كلنا كمواطنين عمانيين .. ولا تعتبروني أنني منحاز لهذا الدستور رغم أنني وقعت عليه في فترة صدوره وسحبت توقيعي في فترة أخرى ..


عُمان اليوم بحاجة إلينا ، ونحن بحاجة إليها أكثر من ذي قبل ، ومن طبيعة الدول ان يقوم الأمن بنشر دعايته وفي كثير من الأحيان تنطلي على الكثيرين من فئاته المؤثرة حتى يساندوه من الفئة المثقفة ، وهدف هذا الأمن هو الإبقاء على الأمن مستقرا حتى إن كان الفساد مستشرٍ ، حتى وإن كان الظلم سائد ، المهم الحالة الأمنية لهؤلاء ، ولذلك الصراعات التي تحدث دائما هي صراعات الأحرار والمناهضين للفساد والظلم ، ويجب ألا نغفل إذا كانت الدول الكبرى تسعى إلى أهدافها الاستراتيجية للسيطرة المادية على الدول أو قل للسيطرة على ثروات أو الاستفادة من ثروات الدول وخاصة النفطية ..


وبالمناسبة لو نحلل ما يلي :


أن الاعتصامات الشعبية لأول مرة تحدث في عهد السلطان قابوس بهذا الشكل ولذلك ورغم تمجيد المؤسسات الحكومية لما هو وهمي فإنه سمح بذلك بناءً على القانون الدولي الذي يسمح بذلك .. وكان بمقدوره أن يقمع ذلك ،وهذا الشيء نقدره له كمواطنين ، وهنا ندرك حكمته ، وإدراكه للقوانين الدولية المنظمة لذلك ..






لكننا يا جلالة السلطان لن نسمح لمن يهمّ بقتل كل هذه المنجزات الثورية التي سمحت بها والتي كفلتها القوانين الدولية أن يمحقها ثلة من المدعين ومن المغرضين زولا ندري هل هم جزء من أمن الدولة أم من الوارفة ظلالهم تحت جنة الاموال المبثوثة .. ولكننا سنكون مناضلين ومفعمين بكل مدركات الحرية ..


دعونا نركّز على الفترة الحالية .. هنالك دعوات وتصفيت حسابات سواء من قبل الأمن أم من قبل أشخاص لأشخاص .. وقد ذكرت أسماء أشخاص من امثال نبهان الحنشي والمخيني وبسمة مبارك وطيبة المعولي ، وسالم آل تويه وذلك لصيدهم في ماء عكر ، هؤلاء الأشخاص ناضلوا من أجل قضية مجتمعية لم يكن همهم الشهرة ولا الحصول على اتفاقية مادية ولكنهم كانوا مخلصين لبلدهم وهبوا أنفسهم لبناء هذا البلد كلٌ حسب رؤيته ، فهل نصفعهم من أجل خاطر الأمن وتقلباته ، إذا جاء أمر من صاحب الجلالة باحترامهم وتركهم للتعبير عن رأيهم سوف ينقلب السحر على الساحر ، ، دعونا نفهم بعضنا ولا تزجوا بأشخاص باعوا أنفسهم لخدمة القضية الإنسانية وقضية المواطن العماني ..


ربما ظهوري كان متأخرا وذلك حتى أدرك كيف تدار الساحة من قبل الشعب والحكومة ..






دعونا نبني عمان واتركوا مساحة لمن هم ترفضونهم يا شعب عمان ، ولا تسعوا إلى تدميرهم وبينوا بالمنطق إشكالية من يسعون له ، افتحوا مساحة لمن هم يتمنون أن يعيشوا حسب توجهاتهم ولا تجعلوا مجتمعنا مجتمعا متعنتا فتدخله التفرقة الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ..


إذا فتحت الأبواب فسوف نجد أننا متعايشون بسلام ، ولا تتبعوا من يرفض هذا ويحبذ ذلك ، اجتمعوا لبناء عمان ، بكل توجهاتكم وتجلياتكم ، وبسبب التفرقة الدينية والعقائدية والثقافية والفكرية في عالمنا العربي هو الذي جعلنا كذلك في فرقة ..


لتكن عمان مثالا يحتذا به .. لا فرق بيننا كعماننين بي إباضية وشيعة وسنية وعلمانيين وملحدين ووضعيين و..... ، وإلا سوف ندخل في المحضور ..













عمان .. اليوم

إننا اليوم أمام تحدٍّ رسمه لنا الواقع ، وخرج من يتحاذق علينا أمام ظاهرة جديدة في عمان هي ظاهرة الاعتصامات والمظاهرات وكتب المدونون منهم من قال أنه آن الأوان لفك الاعتصامات ، ومنهم من كتب في المنتديات لمحاسبة وتعقب أولئك الأشخاص الذين تبنوا قضية الإصلاح ، ومنهم من طالب محاسبة كما أطلقوا عليهم ( الدستوريون ) أو ( أصحاب الدستور التعاقدي ) ، ولكن دعونا نتساءل وابتداءً من هذا اليوم الخميس الموافق 17 /3/ 2011ميلادي ، هل يمكن لنا أن نتفق على ما تم ..؟ وهل لنا أن ندرك آليات التنفيذ إذا بقى الشعب بعيدا عن القرارات وعدم مشاركته في اتخاذ القرار ..؟ وهل لنا أن نستوعب حجم الإخفاقات من خلال سحب المعتصمين المتكلمين بلسان حال الشعب ومحاولة تقييدهم ببعض الإشكالات المبهمة من خلال تعاطيهم مع مسألة الإصلاحات في زمن حرج ..؟ وهل لنا أن ندرك إمكانية التعاطي مع كيفية التنفيذ التي لم ندرك كنهها من قبل الحكومة الحالية ..؟ وهل لنا أن ندرك كيف يمكن التعامل مع من هم سخروا أنفسهم لخدمة قضية الإصلاح ..؟ وهل لنا أن ندرك من هم وقفوا مشاهدين من لهم تأثيرهم من هذه الأحداث ..؟ وهل لنا أن نستوعب إشكالية التغييرات وطبيعة المراسيم الصادرة حتى اللحظة بداية من بعد المسيرة الخضراء2 ..؟ ، وهل لنا من تعاطفوا مع مسألة الأمن والأمان الذي كان يتمتع به المواطن العماني في مقابل السكوت على الفساد المستشري وحالات الفقر التي كانت تتفاقم يوما بعد يوما ..؟ بمعنى هل يمكننا أن نتغاضى عن الفساد كضريبة مقابل الأمن والأمان ..؟ وهل استوعبنا ما تمرّ به السلطنة اليوم من تغييرات نحو اصلاحات جذرية ..؟ وهل نلوم المعتصمين في اعتصاماتهم لأن مطالب مهمة وجذرية لم تتحقق لأنها ( من وجهة نظرهم سوف تغير وجه عمان خلال المرحلة القادمة )..؟ وهل يمكننا أن نستوعب حجم التغييرات ، ثم نطالب المعتصمين بفك الاعتصام ..؟




الحالة النفسية التي بنيت على هذا التوجه مبني على المحيط من احداث ثم إشكالية المظاهرات التي خدمت من قبل الدول العربية ، ولكننا لو نركّز على حالة عُمان لن نقارنها بمجموعة الدول العربية التي نهضت ضد إسقاط أنظمتها .. ولكننا سوف نجد :

ان هنالك من يثمّن التغييرات التي قام بها السلطان قابوس ، وايضا هنالك من قال أن هنالك من الإصلاحات والتغييرات يجب أن يكتمل فيجب أن تستمر الاعتصامات حتى تتحقق كل المطالب ، وهنالك من يبجل السلطان بوعي من خلاله تأثره بالمحيط من الدول وبتأثير العاطفة ، وهنالك من يطبل لأجل الوصل بوعي أو بدون وعي .. وهنالك من تم استمالته من المناضلين حتى يتمتم ويخدم في إنهاء الاعتصامات ..؟

للأسف ما حدث في عبري غيّر الكثير من المعطيات ، ووضح أن هنالك ترجمة للشباب كي يتعاطوا مع المظاهرات بطريقة لا واعية .. ولكن هل يمكننا أن نلومهم في تماديهم وتخريبهم ..؟ هنا يجب ان نحلل المواقف ، حسب ما تم مسبقا ..



يجب الاعتراف أن السلطان قابوس استطاع بحكمته أن يمتص كثيرا من الغضب وأن يتعامل بصورة حكيمة لم يتعامل بها كثير من الحكام العرب في مثل هذه الظروف ، ولهذا فقد وجدنا أنه تعامل مع كل الاعتصامات بصورة حضارية ، وهبت من هم يقدرون ذلك أن يتعاملوا مع الواقع برؤية تثمن ذلك .. وفي المقابل لا يمكننا أن نلوم الشباب الطائش ، فإذا أراد الادعاء العام أن يبين لهم أن ذلك لا يخدم قضاياهم بطريقة التخريب وتعطيل المصالح العامة فإنه يجب ألا يتعاطى مع المسألة بطريقة صارمة بحكم أن الشعب لم يتعاطى مع مثل هذه الاعتصامات من قبل ولذلك وجب عليه تلافي السخط الذي سوف يجلبه لنفسه في مرحلة الاحتقان هذه ..



يجب أن ندرك عدة معطيات ..

في اليوم الذي أقيل فيه مالك بن سليمان المفتش العام قام مجموعة من معلمي السياقة في العاصمة مسقط بتوزيع الحلوى العمانية على المعتصمين في ساحة الشعب أمام مجلس الشورى ، كما أنه قام المساجين في السجن المركزي بالاحتفال بإقالة المفتش العام حتى خلق وضعا من الفوضى عند إدارة السجن المركزي ، فكيف يمكننا أن نفسّر ذلك ..؟ هل هنالك رضى على ذلك المفتش ..



اليوم عمان أمام تحدٍ كبير وقد انشق كثير منهم ولم ندرك سابقا كيف يمكنهم اليوم أن يمارسوا ذلك الانشقاق ، وبضغوط من الأمن ومن هم يجهلون عملية الإصلاح فقد خضع الكثير إلى مخدر الركون والهدوء في صومعة الاختباء الذي ينتظر ما ستسفر عنه أحداث الأيام المقبلة ، وهنالك من تخلى عن قيمة ومبادئه مقابل وهم خلقه لنفسه ..

عجيب أن انطق بهذا اليوم ، رغم أنني كنت من أوائل المؤسسين للتحالف العربي لمكافحة الفساد ورغم أنني من بين المدربين الإقليميين في مجال حقوق الإنسان ورغم أنني في التحالف العربي من أجل دارفور ورغم أنني عضو دولي في منظمة العفو الدولية ألا ينبغي عليّ أن اكون متواجد وبشكل قوي في مثل هذه الأحداث ..

إنني ورغم الكثير يجهل عني أنني أدرس الساحة والأوضاع قبل أن اطلق لنفسي العنان ورغم أن الكثيرين من العمانيين لا يعرفون من هو فهد ، لقد عشنا في المرحلة السابقة معاناة لم يلمسها إلا من عاشها ولم يدركها إلا من عايش الفساد وأدرك خطورته ..

دعونا نتوقع ما سيحدث أن نتصور التالي ..



يتم فك الاعتصامات في هذه المرحلة ..

هل نضمن محاسبة الفاسدين ..؟ وهل نضمن الصلاحيات التشريعية أن تخرج كما كنّا نتوقعها وهل نضمن في خضم الأوضاع الحالية تنفيذ وإدراك ما تعانيه عمان من مشاكل ..؟

كل هذا يحتاج منّا إلى تفكير جليّ ندرك من خلاله أننا لن نخضع هذه اللحظة الحاسمة لتكهنات من لا نعرف توجهاتهم وأن نشارك في عمليات الإصلاح بمقترحات تساند وتسهل كل ما يسعى له الشعب ..

عمان اليوم غير الأمس فلا يمكن للعاطفة أن تقف حائط سدّ يوقف تقدم الإصلاحات التي ينشدها الكثيرين ..



هل المثقفون خارج إطار المجتمع ، ألا نعتبرهم جزء من المجتمع ، فلماذا كل هذه الصيحات التي تطالب مجموع المثقفين الذين ينادون بالدستور التعاقدي بكسر مطالبهم ، لماذا لا نناقش الموضوع بكل تجلياته بعيدا عن العاطفة ولماذا لا نقرأ ما يحمله هذا الدستور التعاقدي ..؟ ولماذا لا نفهم آليات تنفيذه ..؟ ليس المطلوب أن نوافقه بل أن ندرك طبيعته هل يتناسب معنا كمجتمع مسلم في أعظميته وقبلي في عاداته وملتزم في قيمه ..

ليس من المواطن أن يقتنع به غصبا وأن يتبناه ولكن يجب عليه أن يفهم ما يقصده هذا الدستور التعاقدي .. ليس لمجرد أنت فلان من الناس كتب أو قال ان هذا الدستور مرفوض فيرفضه العامة ، لأنه إذا كان ذلك هو الحادث فإنه دليل على تبعية نرفضها كلنا كمواطنين عمانيين .. ولا تعتبروني أنني منحاز لهذا الدستور رغم أنني وقعت عليه في فترة صدوره وسحبت توقيعي في فترة أخرى ..

عُمان اليوم بحاجة إلينا ، ونحن بحاجة إليها أكثر من ذي قبل ، ومن طبيعة الدول ان يقوم الأمن بنشر دعايته وفي كثير من الأحيان تنطلي على الكثيرين من فئاته المؤثرة حتى يساندوه من الفئة المثقفة ، وهدف هذا الأمن هو الإبقاء على الأمن مستقرا حتى إن كان الفساد مستشرٍ ، حتى وإن كان الظلم سائد ، المهم الحالة الأمنية لهؤلاء ، ولذلك الصراعات التي تحدث دائما هي صراعات الأحرار والمناهضين للفساد والظلم ، ويجب ألا نغفل إذا كانت الدول الكبرى تسعى إلى أهدافها الاستراتيجية للسيطرة المادية على الدول أو قل للسيطرة على ثروات أو الاستفادة من ثروات الدول وخاصة النفطية ..

وبالمناسبة لو نحلل ما يلي :

أن الاعتصامات الشعبية لأول مرة تحدث في عهد السلطان قابوس بهذا الشكل ولذلك ورغم تمجيد المؤسسات الحكومية لما هو وهمي فإنه سمح بذلك بناءً على القانون الدولي الذي يسمح بذلك .. وكان بمقدوره أن يقمع ذلك ،وهذا الشيء نقدره له كمواطنين ، وهنا ندرك حكمته ، وإدراكه للقوانين الدولية المنظمة لذلك ..



لكننا يا جلالة السلطان لن نسمح لمن يهمّ بقتل كل هذه المنجزات الثورية التي سمحت بها والتي كفلتها القوانين الدولية أن يمحقها ثلة من المدعين ومن المغرضين زولا ندري هل هم جزء من أمن الدولة أم من الوارفة ظلالهم تحت جنة الاموال المبثوثة .. ولكننا سنكون مناضلين ومفعمين بكل مدركات الحرية ..

دعونا نركّز على الفترة الحالية .. هنالك دعوات وتصفيت حسابات سواء من قبل الأمن أم من قبل أشخاص لأشخاص .. وقد ذكرت أسماء أشخاص من امثال نبهان الحنشي والمخيني وبسمة مبارك وطيبة المعولي ، وسالم آل تويه وذلك لصيدهم في ماء عكر ، هؤلاء الأشخاص ناضلوا من أجل قضية مجتمعية لم يكن همهم الشهرة ولا الحصول على اتفاقية مادية ولكنهم كانوا مخلصين لبلدهم وهبوا أنفسهم لبناء هذا البلد كلٌ حسب رؤيته ، فهل نصفعهم من أجل خاطر الأمن وتقلباته ، إذا جاء أمر من صاحب الجلالة باحترامهم وتركهم للتعبير عن رأيهم سوف ينقلب السحر على الساحر ، ، دعونا نفهم بعضنا ولا تزجوا بأشخاص باعوا أنفسهم لخدمة القضية الإنسانية وقضية المواطن العماني ..

ربما ظهوري كان متأخرا وذلك حتى أدرك كيف تدار الساحة من قبل الشعب والحكومة ..



دعونا نبني عمان واتركوا مساحة لمن هم ترفضونهم يا شعب عمان ، ولا تسعوا إلى تدميرهم وبينوا بالمنطق إشكالية من يسعون له ، افتحوا مساحة لمن هم يتمنون أن يعيشوا حسب توجهاتهم ولا تجعلوا مجتمعنا مجتمعا متعنتا فتدخله التفرقة الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ..

إذا فتحت الأبواب فسوف نجد أننا متعايشون بسلام ، ولا تتبعوا من يرفض هذا ويحبذ ذلك ، اجتمعوا لبناء عمان ، بكل توجهاتكم وتجلياتكم ، وبسبب التفرقة الدينية والعقائدية والثقافية والفكرية في عالمنا العربي هو الذي جعلنا كذلك في فرقة ..

لتكن عمان مثالا يحتذا به .. لا فرق بيننا كعماننين بي إباضية وشيعة وسنية وعلمانيين وملحدين ووضعيين و..... ، وإلا سوف ندخل في المحضور ..







الاثنين، ٢٣ أغسطس ٢٠١٠

جيولوجية الأرض :كاتب الموضوع :فهد مبارك الحجري


لقد قامت وسائل الاعلام اليوم باعطاء صورة شبه متكاملة عن دور الجيولوجيا ومن خلالها ازددنا وعيا وادراكا بدور الجيولوجيا العاملة داخل بيئتنا الطبيعية .. ودائما ما نلاحظ الدور الكبير والحاسم الذي تلعبه الجيولوجيا من خلال التقارير الاخبارية بالصورة القوة الهائلة لاندلاع البراكين المكدمرة والهزات الارضية العنيفةوالاثار المترتبة على ذلك من تدفقات طينية وازلاقات ارضية وفيضانات .. يكون أثرها على البشر كبير جدا والصورة المروعة لها تبقى في الاذهان ..



من خلال هذا وما مرّ بالبشر عبر التاريخ ألزم علينا الفهم العميق والطريقة التي نتعلمها او الطرق التي نتعلمها لكيفية التعامل مع هذه الاثار التي تحدثها الجيولوجيا بكل تعقيداتها . فظهرت دراسات جادة تتحرك بالممكن والمتاح تدرس ميدانيا ما يمكن ان نتلافاه من هذه القوى العنيفة ..


ولكن ورغم ما يعتري هذه الدراسات من أخطاء ونظرة لقدرات البشر المحدودة وقوة عناصر الجيولوجيا من زلازل وبراكين فقد كانت المحاولات الجادة لكيفية التعامل معها محدودة جدا ..

يعنى ان علم الارض بتحديد دراسة الارض وفهم نشأتها وتكوينها ، وهذا ليس بالامر الهيّن . لان الارض ليست كتلة صخرية غير متغيّرة ولكنها جسم متحرك له تاريخ طويل ومعقد.



لذلك نحن في سفينة من اليابس وهذه السفينة يحركها بحر من الماجما والصهارة ولا نقول سفينة بل سفن متعددة .. والسفينة التي انتمي اليها هي ( كتلة شبه الجزيرة العربية ) وهذه السفينة تتحرك في السنة حسب تقديرات العلماء 2سنتيمترا في السنة ..


سفينتنا كتلة شبه الجزيرة العربية سوف تتغير فترة زمنية فهي تتحرك نحو الشمال الشرقي ، في نفس الوقت تتحرك الكتلة او الصفيحة الوراسية ( اي اسيا واوروبا ) في التحرك نحو الجنوب الغربي مما سوف يؤدي الى اختفاء الخليج العربي ومضيق هرمز ، وبذلك سوف تلتسق كتلة الجزيرة العربية بايران وسوف تجف بحيرة الخليج العربي .. وفي الجهة الاخرى اي عند البحر الاحمر يحدث توسع ، حيث تتحرك افريقيا نحو الجنوب الغربي مما يؤدي الى توسع البحر الاحمر والذي ترجع نشأته الى تكون الاخدود الافريقي العظيم الذي يبدأ من شرق افريقيا عند بحيرة فكتوريا وينتهي عند غور الاردن ..

لقد اتفق العلماء الجيولوجيون الى تقسيم الجيولوجيا او علم الارض الى فرعين رئيسيين هما :


- علم الارض الطبيعي : وهو يبحث في المواد المكونة للارض ، وسعى لفهم الظواهر التي تحدث تحت أو فوق سطحها .


- علم الارض التاريخي : وهدفه فهم أصل الارض وتطورها عبر الازمنة الغابرة ، وبالتالي فهو يسعى الى تأسيس نظام زمني مرتّب للتغيرات الطبيعية والحياتية المتعدد التي توالت عبر الماضي البعيد.ومن الضروري ان تسبق دراسة تاريخ الارض دراسة الجيولوجيا الطبيعية ، لانه لابد لنا من معرفة الطريقة التي تتغير بها الارض قبل محاولة كشف ماضيها .

اودّ ان اوضح نقطة مهمة ، وهي انه يعدّ الزمن الجيولوجي من أصعب المفاهيم ادراكا ، لاننا لا بد من أن نتعود على التفكير في فترات زمنية أكبر بكثير مما تعلمناه من خلال تجاربنا لذلك الحسّ الادراكي والتعمق في تخيّل الوضع قبل ملايين او مليارات من السنين يعطي لنا تفسيرا لما هو حاصل ولكن بطريقة بطئة جدا . فملامح الارض التي تبدو لنا وبدت لأجيال كثيرة غيرنا أنها دائما وغير متغيرة ، وهي كما قلت بحق تتغير ببطء شديد . فعبر ملايين السنين ترتفع الجبال ثم تضمحلّ وتصير هضابا وتنحت الانهار مسالك عميقة .


فاذا أردنا معرفة محاولين معرفة كم هي مدة 4.6 بليون سنة ( وهي عمر الارض امقدر ) ، على سبيل المقارنة نبدأ العد بمعدل رقم واحد في الثانية ونسامر 24 ياعة طيلة أيام الاسبوع دون توقف ، فسوف نستغرق حوالي عمرين متتالين ( 150 سنة ) لنصل الى 4.6 بليون ينة ..


ويقدم دون ايكر أساسا اخر للمقارنة أتمنى ان نركز فيه لاستيعاب ما حدث خلال التاريخ الجيولوجي للارض :


اذا ما تصورت على سبيل المثال ، أن 4.6 بليون سنة تعادل (سنة واحدة) ، وعلى هذا المقياس ، فان أقدم الصخور التي نعرفها اليوم تعود الى منتصف شهر مارس . واول بداية للكائنات الحية في البحر كان في شهر مايو . اما النباتات والحيوانات البرية فقد ظهرت في أواخر شهر نوفمبر والمستنقعات الكثيفة التي كونت رواسب الفحم الحجري في الحين الكربوني الاعلى قد ازدهرت لمدة اربعة ايام في اوائل شهر ديسمبر وسادت الديناصورات في وسط شهر ديسمبر ثم انقرضت في 26 منه في نفس الوقت الذي نشأت فيه جبال الروكي . .. وبدأ انحسار اخر غطاء جليدي عن منطقة البحيرات العظمى وشمال اوروبا حوالي دقيقة واحدة وخمسة عشر ثانية قبل منتصف الليل من يو 31 ديسمبر ، وحكم الرومان العالم الغربي لمدة خمس ثوانٍ ، أي من الساعة 1145 الى الساعة 1150 من نفس اليوم ، واكتشف كولومبو قارة اميريكا 3 ثوانٍ قبل منتصف الليل ، وكانت ولادة علم الارض على يد جيمس هاتون حوالي ثانية ونصف قبل نهاية هذه السنة المليئة بالاحداث .

لقد اردت ان اوضح بعض المعلومات البسيطة والتاريخية عن الجيولوجيا .. والان سوف اتحدث عن نظرية زحف القارات :






منذ 1912 تمكن الالماني ( ألفرد فيجنر ) من أن يدرك عن طريق الملاحظة والحدس أن الحدود الخارجية للقارات تتوافق ويمكن أن تتراكب مثل لعبة تركيبية وتوقع أنها كانت ملتسقة في فترة سابقة . وللتاكيد من فرضيته ركز أبحاثه على دراسة الصخور والحفريات الموجودةعلى السواحل الافريقية الغربية ، والسواحل الشرقية لاميريكا الجنوبية ، وتأكد من تماثلها ، وبذلك اعلن نظريته سنة 1915 ميلادي . في كتاب شهير بعنوان ( الزحف القاري او تزحزح القارات ) وفيه افترض أن القارات كانت تشكل في نهاية الزمن الاول او البرمي كتلة واحدة اعطاها اسم ( بانجي ) ثم تصدعت تتدريجيا خلال كامل الازمنة والعصور اللاحقة .


ورغم الادلة التي قدمها فيجنر للتدعيم ارائه فقد ظلت نظريته الى خمسين سنة بعد ظهورها نظرية ( خيالية ) ولكن منذ 1970 تقريبا تأكدت اراء فيجنر بالاكتشافات العلمية في مختلف سواحل القارات زمنذ هذا التاريخ أجمع عليها العلماء وأصبح مسلّما بصحتها ، بل أصبحت الاساس الذي وضعت عليه نظرية الصفائح .



(( ألفرد فيجنر : عالم أماني متخصص في علوم الارض والارصاد الجوية ، درس بجامعتي ماربورغ وهامبورغ ، وفي جامعة جراز (قراز) بالنمسا . ولد عام 1880م وتوفي سنة 1930 م ، خلال بعثة علمية الى جزيرة جرينلاند المتجمدة ، وقد تركزت أبحاثه على مناخات الماضي وعلى علوم الارض )).

وملخص نظرية الزحف القاري : هو ان الارض كانت تشكل كتلة واحدة من السيال -SIAL-(والمصطلح مركب من عبارتين ( السيليكا والالمنيوم) لانهما المعدنان الطاغيان في هذه الطبقة تظهر طبقة السيال اساسا في القارات وفي قيعان البحار القارية في حين تختفي في قاع المحيطات الكبرى . تعرضت كتلة السيال الى ضغط تيارات حرارية في السيما -SIMA- ( وسميت كذلك لتركز السيليكا والمغنيسيوم فيها . صخورها قاعدية ثقيلة تمثلها خاصة صخور البازلت ونادرا ما تظهر على السطح في اليابس .. ام سمكها فيزداد تحت القارات بشكل معاكس لارتفاع السيال ( وهنا يسمى بالجذر حسب وجة نظري ، او الوتد كما جاء في القران الكريم " والجبال اوتادا" ) جعلت القشرةتتجعّد وتتصدع وتتمزق وتتحرك في اتجاهات عديدة في.


في البداية تصدعت الكتلة فظهر ما يشبه الحدو الحالية للقارات في نعاية البرمي ثم تباعدت الاجزاء أكثر فاصبحت في نهاية الترياسي متجمعة في كتلتين هما : اوراسيا وجندوانا ، وتواصل تزحزح القارات حتى أخذت مواقعها الحالية .


وما تجدر الاشارة اليه مثلا ان البحر الاحمر لم يظهر الا منذ أقل من عشرين مليون سنة ، وان تباعد شبه الجزيرة العربية كما ذكرت سابقا عن افريقيا ما زال متواصلا .. وان جرينلاند تزحف دائما نحو الغرب ، واميريكا الشمالية نحو الشمال الغربي .. وهكذا .

عموما كان هذا نبذة عن التاريخ الجيولوجي للارض من خلال دراسات العلماء والاكتشافات في العصر الحديث ..




- فهد مبارك الحجري / مدرس جغرافيا

المراجع :
ـ كتاب الصف العاشر في مادة الدراسات الإجتماعية .




هل انت المعلم المثالي .بقلم : عبدالله عبدالرحمن الأحمر - السعودية

هناك معلم ما، معلم واحد يستحق التقدير والتكريم، هو لا يعرفنا ولا يستطيع تمييزنا ولكن نحن نعرفه ونستطيع أن نميزه من خلال محبة الآخرين له ومن خلال ولائه لمهنته ونتائج طلابه وحسن تسويقه لمادته وعرضه الشيق. إنه المعلم المثالي، آلاف من المعلمين والمعلمات ينضمون إلى سلك التدريس كل عام، ولكن أين المتميزون فيهم؟ نحن ندرك جميعًا أن المهنة بحاجة إلى التميز وإلى الحافز الذي يصنع هذا التميز، ولعلنا نسأل أنفسنا سؤالاً مهمًا من أين تأتي المثالية في التعليم؟ وماذا تعني؟



إن المعلم المثالي هو الإنسان المبدع الذي يستطيع أن يفهم محتويات مادته ثم يعرضها بكل سهولة ويسربعيدًا عن الحشو أو الإسهاب الذي لا فائدة منه. إن المعلم المثالي تراه كالموج الهادر عندما يدخل إلى صلب الموضوع لا تريد منه أن يتوقف، عندما يدلف إلى باب الفصل ترى شيئًا جديدًا لم تره بالأمس. ممتع في شرحه بحر في علمه، ويستند إلى المراجع التي تزيد الطالب ثقة بمعلمه. إنه يشحذ همم الطلاب ويفجر طاقاتهم الكامنة، ويعزز مبدأ القراءة في أذهانهم، ويساعد على النمو المطرد لعقولهم. إنه حلقة الوصل بين الواقع ومفردات المنهج من خلال الربط بينهما بيسر وسهولة، ويجعل المادة العلمية تصل إلى الطالب كقالب من الحلوى بحسن إدراكه للفروق الفردية بين الطلاب ويؤمن بمبدأ الحوار.

 
المعلم المثالي غير منغلق على نفسه أو متقوقع على ذاته، ولكنْ له في كل ثقافة سهم. يؤمن برسالته ويستطيع من خلالها أن يترك بصمة على أذهان التلاميذ. يؤمن أنه ليس هناك طريقة واحدة للتدريس ولكن هناك طرائق متعددة، فهو يبحث عنها لكي ينشطها، فهو يؤمن بمبدأ الإبداع وتنمية الفكر. إنه يسعى إلى طرد روح السآمة والملل من نفوس الطلاب، وهذه تحتاج إلى مزيد من التجديد والابتكار.إنه ينمي فكرة بناء شخصية الطالب بعيدًا عن أسلوب التوبيخ، ويجعله يعتمد على نفسه ويعينه على مجابهة ظروف الحياة ومحاولة التغلب عليها.



المعلم المثالي ليس جامدًا كقالب واحد. إنه يسعى إلى الابتعاد عن النمطية ويحاول أن يجعل الطالب يتوقع كل يوم شيئًا جديدًا. يستطيع أن يمزج بين الرسميات وغير الرسميات بين النشاط الصفي واللاصفي. إن رعاية الطالب والوصول به إلى أعلى المثل هي من صميم أهداف المعلم المثالي. إنه يلاحظ كوامن الضعف لدى الطالب ويسعى جاهدًا إلى التعديل والتصحيح بخطط واستراتيجيات مناسبة ومدروسة. إن استغلال قدرات الطالب وحسن توظيفها وتنميتها للوصول به إلى أعلى درجات التفوق دون إغفال لبقية المواد هو الطموح المحدد له.

 
هل أنت المعلم المثالي؟ لا تدري؟ ولعل ذلك يكون قريبًا. شئت أم أبيت. هناك دلائل تشير إلى مثاليتك. من خلال تأثيرك في مجتمعك وكسب ثقة الطلاب من حولك. إن تأثير المعلم المثالي فرد ولكن مع تراكم السنين يعطي جيلاً.


الرياض- عبدالله عبدالرحمن الأحمر

المصدر : http://forum.illaftrain.co.uk/t6797/


الأربعاء، ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٩

ذكرى وفاة الشاعر : عبد الوهاب البياتي 5\8\1999

المرثية الأولى ..(شعر ..ناصر الكلباني)

ذكرى وفاة الشاعر : عبد الوهاب البياتي 5\8\1999


رثيت الشعر إذ واريت حلمي
فبقى يرثي الإبادة..
رثيت الشعر في عينيك جمرا
فرمى فيك الأماني..
بحنو وسعادة..
.. .. .. .. ..
قد شغلت بنظم شعر لكن شعرك
كان همي..
فيه خوف وارتعاشه
فيه عبق لا يضاهى
فيه حب كالفراشة..
إنه شعر عظيم .. بيد أن الشعر عابق
متحدي للقديم.. في جفون الفجر شارق
إنه شعر حديث .. نبضه يحوي الحداثة
في العراق لكم حديث ..وحصار وإغاثة


كيف أرثي شاعرا مات والشعر بقى؟
فيه روح من كياني و صفاء وتقى
كيف أرثي شاعرا عنده وقف الخلود
بشراع الشعر سافر عبر أنفاق الجدود..
شعره دمع وونة …. وصراخ وأجنة..
شعره إيماء طفل … . بالحصار يميت جفنه..
حاصروا الشعب وشاعر شعره فك الحصار
ومزون الشعر باتت في نزيف وانهمار..
شعره أنات شعب .. وكذا تسبيح جدول ..
وقنوت في جفاف الحبر ..
أو ميلاد معول..
(وشحذت سكيني وسرت بركبهم..)
(ومذابح التاريخ تملأ يقضتي)
هل غادر الشعراء من هيامهم
في منة الوهاب في بشريتي..
وشحذت سكيني وسرت أمامهم..
لاأقتفي إلا حكايات مضت

فلقيت شاعرنا
وقد كتب الألم..
شعرا نزيها مستباحا
مدلهم..
ونسيت أوراقي بعاصفة المدى
ووأدت ميلاد الدموع..
.. ….. .. …… ..
هذه أجسادنا ..
تتشبع بحضارة الشرق العريقة
هذه آمالنا
باتت على أعتاب مقبرة العيون المستفبقة..
كلنا والرب واحد
كلنا والدين واحد
كلنا والشرق واحد
غير أن الحزن فينا و
وفلولنا ظلت طليقة..
إيه أي من غاب عنا..

إنه الشرق ينادي..
في عتمة الوادي السحيق
أنت ميت قبل موتك
أنت حي بعد موتك
هذا قولك
فإلى الشرق انتمينا
فيه قد ذابت يدينا
إننا أبدا نموت ..إننا أبدا نموت
والشعر باق لا يزال الشعر لا لن يموت..

بغداد

تناثر اسمها بصدري ورفّت بالوجع بغداد
تناثر ..والمدى صوتٍ دفينٍ أجهل أسبابه

تلظى نبعها الدامي وباتت تبكي الامجاد
تلاشى الصوت متكدر..وماتت شمعة أحبابه

سحابٍ ينزف الدمعه حزينٍ والمطر يزداد
وتذبل زهرة التاريخ تحكي قصة كتابه

تكلّم همٍّ بقلبي وبقايا ذا العنا بامداد
يصيح الليل باواجاعه جريحٍ يبكي ترابه

تذكرتك سمعت الصوت يدوي بالوطن بغداد
ولمحت نخيلك وكنّي ..أشوف الشط وأبوابه

وصورة حلمها المفزوع تثوّر نشوة الانشاد
وشي من ريحة كتابٍ حزينٍ يبكي غيابه

ذكرتك بأرضي وبعضي يدوّر بالنهاية بلاد
يذوب الهمّ وتتكسر حروف الليل وتتشابه

تجمّع رسمك بحلمي وباتت ترتعش بغداد
تجمّع..والمدى صوتٍ رقيقٍ أعرف اسبابه

1998